عام جديد

إليك أختي متفائله ..وإليكم أخوتي وأخواتي بعض من مقتطفات ..}{صور وخواطر}{
أول موضوع في هذا الكتاب ..
بعنوان (( عــام جديد ))
وإليكم ماذكر فضيلة الشيخ ..في صور رائعه ..تدعو للتفكر والتأمل ..والتوقف لحظه مع الذات ..
::: لما قعدت أكتب هذا الفصل ,لم يكن في ذهني شيء عن الموضوع الذي أكتب فيه ولكني نظرت في التقويم المعلق بالجدار فوجدت الموضوع ..أول محرم
أفيمر بكم أول محرم كما يمر غيره من الأيام وفي صبيحته ولد عام وفي ليلته قضى عام ؟....
يجتاز المسافر مرحلة من الطريق فيحطّ الرحال ويقف ليستريح فيتلفت وراءه ليرى كم قطع وينظر أمامه ليبصر كم بقي .
والتاجر تنتهي سنته فيقيم موازينه ويحسب غلته وليعلم ماذا ربح وماذا خسر .
وهذه محطته جديده نقف فيها ونحن نسير على طريق الحياه وسنة أخرى تمضي من العمر ..أفلا نقف عليها ساعة نفكر ونحسب ونعتبر ؟
نحن اليوم في أول محرم من سنة ست وثمانين وثلاثمائة وألف ..ننظر إليه في الفجر فنراه يوماً طويلاً يمتد أمامنا ..نستطيع أن نعمل فيه مانشاء نستمتع فيه إن أردنا بدنيانا ونحمله ما نريد حمله من الزاد إلى أخرنا فإذا أمسى المساء وذهـب اليومـ لم نعد نستطيع أن نستفيد منه ولا أن نستمتع فيه

نظنه باقياً لنـــا فـ نبذر في دقائقــه كما يبذر المسرف في ماله ونضيع ساعاته ولكنا لانجده حتــى نفقده إنه لايكاد يبدأ حتى ينتهي ثم يمضي فلا يعود أبداً

::::: أذكروا الآن أول يوما من محرم سنة خمس وثمانين ..
لقد كنا نراه أيضاً ونحن نستقبله طويلاً وكنا نقدر أن نصنع فيه خيراً كثيراً فأيـــن هو من اليوم ؟؟؟ وأين الأول من سنة أربع وثمانين ؟؟
وأين أواائل المحرماااااااات التــي مرت بنا أو مررنـــــا نحن بها من قبل ؟؟؟؟؟...ماذا بقي منها في أيدينا ؟؟
تمضي سنه وتجي أخرى بعدها فمن لم يعمل خيراً فيها عمله في التي تليها
إذا فاتك عمل الخيرفــي النهار ,, فعنك الليل خلفه منه فاعمل الخير فيه مواسم متتابعه إن أضعت الموسم فلم تزرع فيه فازرع فــي الذي يليه
وإن رسبت في الإمتحانفي دورة حزيران فعندك أيلول .....
هي خلفه لك مابقيت حياً ...ولكن هل تعلم كم تبقى حيــاً ؟؟

ينقضي العام ــ فتظن أنك عشته وأنت في الحقيقه قد مِتّه ....لاتعجبوا من هذا المقال ودعوني أ,ضح الفكرة بالمثال ..
أأنت كالموظف الذي منح إجازته السنويه شهراً كاملاً إذا قضى فيها عشرة أيام يكون قد خسر منها عشرة أيام فصار الشهر عشرين فإذا مر عشرون صار الشهر عشراً فإذا تم الشهر أنقضت الإجازة فكأنها لم تكن ..
اتضنون أني أتفلسف ؟لا والله بل أصف الواقع ..
نحن كلما أزداد عمر الواحد منا سنه في العد نقصت من عمره سنه في الحقيقه حتى ينفد العمر ويــأتي الأجل ونستقبل حياة أخرى تبدأ بالموت ..
فتحت كتابي من حديث النفس فقرأت فيه فصلاً نشرته من مجلة الرساله في مطلع سنة 1938 عنوانه على أبواب الثلاثين ..لوتصورت يومئذ أني سأقرأه في مطلع سنه 1966 لتراءى لعيني دهر طويــــــل ..ثمان وعشرون سنة أنظر إليها الآن مرّت فأراها كأنها يوم وليله ..
ولو نظرت الآن إلأى مابعد ثمان وعشرين سنه 1994 لرأيتها بعيدة جداً ولكن من يقرأ هذا الفصل يومئذ سيرى سنتنا هذه كأنما كانت بالأمس ..
فنحن نوســع المستقبل بالأمل ..
أخوتي في الله المقال طويلا ..ولكن أختار لكم بعض المقتطفات ..
يقول أيضاً ..نحن كالمسافر في الباخره أو في الطياره هّمه الغرفة أو المقعد المريح يركب في الدرجه الأولى ويأكل أطيب الطعام ويتصفح الجرائد ..والمجلات ينقل بصره فيما حوله أوتحته من المشاهد ولكن هذا كله لأيام السفر وأيام السفر معدوده أفما كان خيراً له لوفكر فيما يريحه في إقامته في البلد الذي يمضي إليه ؟؟
أما كان أنفع له لو تحمل بعض المتاعب في ليالي السفر القليله ووفر ماله ليشتري به الراحه في سنوات الإقامه الطويله ؟؟
أم قد شغلته متعة السفر عن التفكير في سبب السفر وجمــال السفر عن غايــه السفر ؟
الحياة سفر فكم من الناس يأل نفسه لم السفر ؟ وإلى أين الرحيل ؟
كم منا من يسأل ما الحياه ؟؟ ولماذا خلقنا ؟ زإلام المصير ؟؟
وقال أيضاً :
نفر من نفوسنا ونبدد أعمارنا في لذائذ نتوهما ونسعى وراءها ولكنا لاننالها ..
ولما كنت أشرف على طبع كتاب أبن القيم الجوزيه((( صيد الخاطر )))) الذي قدمت له وعلقت عليه وجدت فيه كلمه عظيمه يقول فيها (( إن لذائذ الدنيا نماذج تعرض ولاتقبض )) ..

ويقول : إن لذات الدنيا متل السراب ؟ تراه من بعيد غديراً فإذا جئته لم تجد الإالصحراء
وكلمه أستوقفتني للشيخ على الطنطاوي يقول فيها ..
((عفوا ياسادتي القراء إن جئت أعظكم وأزهدكم فما أرت وعظاً ولاتزهيداً ...ما أنا من الوعاظ الزهاد ولكنها خواطر أثارها في نفسي أننا فــي الأول من محرم وإني وقفت كما يقف المسافر وقعت أحسب كما يحسب التاجر ))

هذه مقتطفات من موضوع أخترته لكم ..من صور وخواطر ..
تمنياتي أن تعم الفائده للجميع
وأسال الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا إلى مايحبه ويرضاه ..
منقول من كتاب (صور وخواطر )للشيخ علي طنطاوي